كلمة إنصاف في حق اتحاد السلة
أعرفُ سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة تمامًا، كما يعرفه الكثيرون، فهو رجل لم يرفع أسواره عن الناس، ولم يغلق أبوابه في وجه أحد. إنما هو قريب من الجميع، ومتواجد بيننا على الدوام. لذلك، أستغرب تمامًا عندما أجد نقدًا موجّهًا إلى اتحاد السلة الذي يرأسه سمو الشيخ عيسى بن علي بطريقة تشي بوجود تجاهل من جانب الإدارة لبعض الهموم السلاوية، في الوقت الذي يتلمّس فيه الجميع نجاح السياسة الواضحة التي ينتهجها مجلس إدارة اتحاد السلة في مجمل القضايا. لكن الأمور ربما اختلطت على البعض، وخصوصًا من عكف على توجيه تساؤلات أراها من وجهة نظري المتواضعة تبحث عن إثارة البلبلة والتغطية على الجهود المبذولة من جانب إدارة اتحاد السلة الساعية لتطوير اللعبة وفق استراتيجية بعيدة المدى. فعلى سبيل المثال، هل من المقبول أن يطرح سؤال بهذه الطريقة: (هل اتحاد السلة بحاجة لـ “نصف دينار” من الأطفال في الدور التمهيدي؟!). ألا يوحي هذا السؤال بأن اتحاد السلة استغلالي ولا يفكّر إلا في جمع الأموال حتى من الأطفال؟ فإن صح طرح مثل هذه الأسئلة، فهل يحق لنا التعميم على جميع القطاعات، وليس اتحاد السلة وحده، إذ يمكننا التساؤل: هل تحتاج الحكومة دينارين لإصدار البطاقة الذكية؟ وهل يحتاج المواطن خمسة دنانير شهريًّا كمساعدة حكومية بدل رفع الدعم عن اللحوم؟ أليست هذه النوعية من الأسئلة استفزازية وتسعى لتأليب الرأي العام على الجهة الموجهة إليها دون النظر بواقعية للأسباب المنطقية وراء هذه الأمور؟ وبالعودة إلى اتحاد السلة فإن الجميع يعرف أن النصف دينار هذه التي أزعجت البعض هي السعر المخفّض إلى النصف عما كانت تفرضه الإدارة السابقة التي أدارت الاتحاد بطريقة تجارية بحتة، وجعلته شركة استثمارية خاصة! أما عن حاجة الاتحاد لهذه القيمة الرمزية، فهي بالمناسبة لا توضع في جيوب أعضاء مجلس الإدارة، وإنما توزّع على الأندية التي رفعت مكافآتها ومخصصاتها في عهد سمو الشيخ عيسى بن علي، حيث لم يكتف سموه بذلك فحسب، وإنما وجّه إدارة الاتحاد إلى مساعدة الأندية في تجهيز فرقها لتخفيف الأعباء المالية عليها. أما الأطفال، ورغم تحفظي على هذا المصطلح، فلا أرى أن سمو الشيخ عيسى بن علي غافل عنهم، وقبل أيام قليلة فقط اختتمت بطولة سموه للمدارس، وكان النجاح حليفها، وأيما نجاح، فقد وفّق سموه في إنشاء تحالف مع وزارة التربية والتعليم، حيث أبلغني أحد المسؤولين الرياضيين أن إبتعاد وزارة التربية سابقًا كان من الأسباب الرئيسية في تراجعنا الرياضي، وهذا ما التفت إليه اتحاد السلة الحالي. وعلى كل حال، يبقى التساؤل حقًّا مفتوحًا للجميع، لكن عندما نريد أن نسأل كصحفيين علينا أن نكون واقعيين، منصفين. وعلينا قبل ذلك أن ندرك تمامًا ماذا نقول، فالعلاقة بيننا وبين الجهات الأخرى قائمة على الاحترام المتبادل، وهذا الاحترام لا يأتي من فراغ، وإنما من تقدير المواقف. لذلك، أختم ما بدأته بالقول إننا نريد طرح أسئلة وطرح قيم لا يسلب حقوق الناس أو يقلل من جهودهم، طرح راق يراعي المصلحة العامة، نريد طرحًا لا يشوبه استفزاز على شاكلة حق يراد به باطل.. أسئلة عندما نقرأها لا نتعجب، ونقول يا صبر أيوب على بلواه!