جليد أم صفيح ساخن!
رياضتنا البحرينية بشكل عام هي في جمود أم تعيش صفيحًا ساخنًا؛ أم في وضع متذبذب؟.. ما نلمسه من حقيقة أننا في وضع متذيذب متجهة نحو الانحدار في معظم الألعاب الجماعية، وعلى رأسها مسابقات كرة القدم، وحين نقول في معظمها فإننا نستثني هنا البعض من المسابقات من هذا الانحدار، حيث تعيش انحدارًا صريحًا وتتكئ في إثارتها على موقعة أو اثنتين في الدوري العام. شخصيًّا أرى دوري كرة السلة هي المسابقة الوحيدة التي عادة ما تكون على صفيح ساخن إلى حدٍّ ما، وبدأ المتتبعون لمنافساته يتوقعون كل المفاجآت والمنافسة ليست محصورة لناد دون الآخر رغم تفوق بعض الأندية في المعطيات، وما حدث من فوز للنجمة على المحرق له أبلغ دليل على ذلك كون الأخير أطاح بحامل اللقب نادي المنامة هذا الموسم في آخر مواجهة لهما. دوري اليد يكون دائمًا بانتظار الأهلي والنجمة، أو مواجهتهما بنادي باربار، ما يعني أن رغم تطور منتخبات اتحاد اليد ونتائجه الإقليمية وتأهله لكأس العالم، إلا أن مسابقاته عاجزة ومنذ الأزل على صناعة ناد منافس جديد!. وإذا ما نظرنا إلى مسابقة الدوري العام للكرة الطائرة، فإننا سنجد مشهدًا متطورًا في شكله العام، ولكن إذا ما دققنا بنظرة عميقة في بواطن المنافسة، فسنجد أنها كسبت اسم النادي الأهلي وخسرت نادي النصر كمنافس شرس وأضحى النصراوية في الخط المتذبذب، ورغم ذلك فإننا لن نبخس حق الإثارة الموجودة في المسابقة ولا تختلف نسبيًّا في تشويقها عن الدوري السلاوي بوجود أيضًا المحرق والنجمة وداركليب والفريق رقم واحد “جمهور الصالات” الذي تختلف فيه البحرين عن الجيران دول الخليج. المعادلة لدينا دائمًا ما تكون مقلوبة، وتثير الاستغراب!! ففي الوقت الذي فيه نرى دورينا السلاوي مثيرًا بجمهوره ومنافسته وتشويقه، نجد الانحدار جليًّا في مسألة تحقيق لقب خارجي على مستوى الأندية والمنتخبات، ونكاد لا نتذكر آخر بطولة تحققت للمملكة خارجيًّا على مستوى الرجال، وهذا بالطبع عكس ما نراه من إنجازات خارجية لكرة اليد والكرة الطائرة قبل سنوات!.. إذن هناك خلل ما، وإن ما نراه من تشويق هو بفعل سحر الجمهور البحريني العاشق لألعاب الصالات وليس بفعل قوة رياضتنا، وبالتالي علينا أن نتساءل كيف لنا أن نبعد الرياضة البحرينية من انحدارها؟.. أعتقد إن ما نلمسه من تشويق في أوقات متباعدة يعني أن رياضتنا في جمود بالسنوات الأخيرة، وطبعًا كرة القدم على رأس القائمة، والحديث عن الملف الكروي أضحى ذا شجون، ومآسيه حدّث ولا حرج، ويحتاج إلى تحقيق موسع وليست سطورًا عابرة، وتحت عنوان “كرة القدم البحرينية ما بعد نكسة توباغو ونيوزيلندا”!.. قد يتساءل البعض ويقول حين تتحدث عن التشويق، فأنت تلمح تارة بوجوده، ما يعني أن رياضتنا ليست في جمود، بل هناك ما هو مثير!.. نقول هنا كما يقال باللهجة الدارجة “لو خُليت لخربت”.. ولكن بالشكل العام والمضمون “ما عندنا رياضة” وعلى وجه الخصوص في السنوات الخمس الأخيرة، فالوضع العام للرياضة البحرينية بحاجة لدراسة على كافة الأصعدة. وهنا تقع المسؤولية على كافة الجهات ذات العلاقة، بدءًا من المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية وصولاً لوزارة الشباب والاتحادات والأندية والإعلام الرياضي، أي علينا أن نتدارس كيفية النهوض بخطة متكاملة، بهدف التماشي مع سرعة الزمن وسرعة تطور الآخرين. منذ سنوات عدة ودورينا الكروي في الحضيض، وذلك رغم اجتهادات بيت الكرة مؤخرًا في استقطاب الرعاة، إلا أن كرة القدم البحرينية محلك سر على مستوى المسابقات والمنتخبات، وكذلك هو حال الجمود في تطور بقية الألعاب، وبالتالي على القائمين على الرياضة في مملكتنا الغالية دراسة الوضع الراهن بجدية تامة، وكلنا أمل في طموحات وتطلعات رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في قيادة دفة الرياضة في مملكتنا الغالية. الآن الرياضة وكرة القدم بالتحديد، لم تعد مجرد رياضة؛ بل هي صناعة واقتصاد، وهذه الصناعة لن تفعل عمليًّا دون تفعيل “ملف الاحتراف” والتخطيط منذ الآن للتواجد في مونديال 2022 بات مطلبًا ملحًّا ويجب أن يكون على رأس القائمة إذا ما أردنا مستقبلاً مشرقًا.