آراء فنية في نهائي كأس خليفة بن سلمان

تتجه الأنظار غدا الأربعاء 4 أبريل إلى صالة خليفة الرياضية بمدينة عيسى التي تحتضن المباراة النهائية من بطولة كأس خليفة بن سلمان لكرة السلة بنسخته الثانية، والتي تجمع بين فريقي المحرق والمنامة، ومن المتوقع أن تمتلئ مدرجات الصالة عن بكرة أبيها بالجماهير، وخصوصًا بعد أن أعلن سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة فتح جميع بوابات الصالة لدخول الجماهير بالمجان؛ وذلك تقديرًا من سموه لهذه الجماهير التي كانت دائمًا من أهم عوامل النجاح في مسابقات الاتحاد البحريني لكرة السلة. من جانب آخر كثف الفريقان تدريباتهما في الأيام الماضية من أجل الوصول إلى الجاهزية المطلوبة ووضع اللمسات الفنية الأخيرة من قبل المدربين استعدادًا للمواجهة النهائية المرتقبة والتي تحسم فيها النتيجة من مباراة واحدة. يذكر أن كل فريق خصصت له أوقات للتدرب على صالة خليفة الرياضية بمدينة عيسى. لعبة مدربين والغفلة ممنوعة قال شيخ المدربين الوطنيين في كرة السلة الكابتن نجاح عيسى ميلاد مدرب الفريق الأول لكرة السلة بنادي سترة إن المباريات النهائية تعتبر لعبة مدربين؛ لأن الفريقين يكونونان في أتم الجاهزية الفنية والبدنية، وبالتالي يعمل المدربون على وضع بصماتهم الفنية عبر اختيار التشكيلة المناسبة والخطط الفنية المناسبة للتعامل مع الفريق المنافس وظروف المباراة، وأكد أن الاعداد النفسي والذهني هو الأهم في مثل هذه المواجهات الحاسمة التي تحسم اللقب لفريق على حساب الآخر، وتابع: التوقع صعب جدًّا لمن سيفوز في النهائي؛ وذلك نظرًا إلى جاهزية الفريقين والتقارب الكبير في المستويات الفنية بينهما وخصوصًا في الفترة الأخيرة، وأضاف: المنامة والمحرق يمتلكان لاعبين بارزين، ووصولهما إلى المباراة النهائية كان عن جدارة واستحقاق لأنهما الأفضل في هذه البطولة من بين 13 فريقا شاركوا في النسخة الثانية من كأس خليفة بن سلمان لكرة السلة. وبيّن نجاح عيسى أن الغفلة ممنوعة في مثل هذه المباريات، وأي فريق يغفل في بعض الدقائق ويقل تركيزه قد يخسر المواجهة، وخصوصًا إذا ما استثمر الفريق المنافس ذلك وتقدم بفارق النقاط، فعندها ستصبح العودة صعبة جدًّا لأن الفريق المتأخر سيصبح تحت الضغط وفي استعجال من أمره بهدف العودة إلى أجواء اللقاء قبل فوات الأوان. وأكد أن الاستعجال يؤدي إلى ارتكاب أخطاء عديدة وبالتالي تزداد الأمور تعقيدًا، وتوقع نجاح عيسى أن يكون هذا النهائي مميزًا وأقوى من النهائي السابق بين المحرق والنويدرات، حيث أوضح أن وجود المنامة والمحرق في النهائي يعني أن جميع عوامل النجاح ستكون موجودة لأن الفريقين متساويان في كل شيء وحتى من ناحية الحضور الجماهيري. وبيّن نجاح عيسى أن استعارة فريق المحرق لاعبا من فريق النجمة هو محمد بوعلاي وصانع ألعاب فريق النويدرات جواد عبدالله كان قرارًا صائبًا في ظل الظروف التي عانى منها الفريق في الفترة الأخيرة بعد انتقال محمد حسن الدرازي إلى النادي الأهلي وغياب شقيقه أحمد حسن الدرازي صانع الألعاب الأساسي للفريق، وأكد أن فريق المحرق بعد ضم اللاعبين أصبح في وضع متكافئ نسبيًّا مع المنامة، ولكن تبقى الأفضلية للمنامة الذي لديه حلول كثيرة في جميع المراكز وأيضًا يتمتع لاعبوه بالخبرة الكبيرة في التعامل مع مثل هذه المباريات الحاسمة. وأوضح نجاح عيسى أن مركز صناعة اللعب سيكون فيه التفوق لصالح فريق المنامة بوجود لاعبين أصحاب خبرة مثل أحمد عزيز وميثم جميل، في حين أن فريق المحرق سيتأثر بغياب أحمد حسن الدرازي الذي كان يلعب أدوارا كبيرة في صناعة اللعب وفي التصويب والاختراقات. وأكد نجاح عيسى أن أفضل وسيلة للهجوم هي الدفاع في لعبة كرة السلة، مؤكدا أن الاستراتيجية الدفاعية هي مفتاح الفوز في المباراة النهائية، وتابع: ينبغي التركيز من اللاعبين في 40 دقيقة وربما يأتي الحسم في آخر ثوانٍ كما تعودنا في كثير من المباريات التي جمعت بين الفريقين. من جانب آخر أشاد نجاح عيسى بمبادرة سمو الشيخ عيسى بن علي رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة بتوجيهه بدخول الجماهير بالمجان، وقال إن هذه أكبر مكافأة وتقدير من سموه لهذه الجماهير، وتابع: المسؤولية كبيرة على الجماهير في تقديم الصورة المشرقة للمواطن البحريني عبر التحلي بالروح الرياضية والأخلاق والتشجيع المثالي للاعبين. الاستقرار والتجانس أكبر في المنامة من جهته، أوضح صلاح موسى المدرب المساعد في فريق النجمة لكرة السلة أن المستويات بين المنامة والمحرق متقاربة ولكن الاستقرار الفني والتجانس بين اللاعبين موجود بصورة أكبر في فريق المنامة، ولذلك تبدو الترشيحات أقرب لصالح فريق المنامة، وأضاف: فريق المنامة قدم مستويات ثابتة وكانت نتائجه ايجابية رغم عدم تقديم المستوى الطبيعي للفريق في عدد من المباريات، في المقابل لم يقدم فريق المحرق مستويات ثابتة وكان الأداء متذبذبا في القسم التمهيدي، ولكن الفريق تصاعد مستواه تدريجيا بعد التعاقد مع المدرب الصربي راجكو ترومان، وقد ظهر ذلك بوضوح في المباريات التأهيلية للمربع الذهبي وكذلك في مباريات الفريق خلال بطولة كأس خليفة بن سلمان. وبين صلاح موسى أن فريق المحرق عمل بشكل واقعي وحاول سد النقص بتعاقده مع محمد بوعلاي وجواد عبدالله، وأكد أن هذا القرار سريع وصحيح ويحسب للجهازين الإداري والفني، وتابع: يمتلك الصربي راجكو ترومان مدرب المحرق خيارات عديدة، وينبغي عليه استغلال إمكانيات اللاعبين وتوظيفها بالصورة الصحيحة لتحقيق الفوز رغم صعوبة المهمة وهو يلعب أمام فريق المنامة الزعيم المتمرس في النهائيات والذي يعرف طريق البطولات. من جانب آخر قال صلاح موسى إن فريق المنامة يميزه الاستقرار الفني منذ عدة مواسم، حيث إن اللاعبين يلعبون مع بعضهم بعضا منذ أكثر من أربعة مواسم، كما أن المدرب عقيل ميلاد موجود ضمن الجهاز الفني للفريق منذ الموسم الماضي، يضاف إلى ذلك أنه يمتلك خبرة كبيرة في مسابقات كرة السلة البحرينية ويعرف نقاط القوة والضعف جيدًا في فريق المحرق الذي واجهه كمدرب عشرات المرات. وأكد صلاح موسى أن التوقعات صعبة ولكن البدلاء في الفريقين هم الذين سيرجحون الكفة، مؤكدا في الوقت نفسه أن فريق المنامة يمتلك بدلاء أفضل، وتابع: الفريقان يتميزان بالتصويبات الثلاثية، ولذلك ستكون الجماهير على موعد مع الإثارة والتشويق. المحرق رقم صعب في النهائيات أوضح المدرب العراقي مازن إسماعيل مدرب فريق الحد لكرة السلة أن التوقع الأولي هو أن فريق المنامة الأقرب إلى تحقيق اللقب في ظل التاريخ الذي يمتلكه والسجل الحافل بالبطولات إلى جانب خبرة هذا الجيل من اللاعبين في حصد البطولات المحلية في السنوات الأخيرة، ولكنه قال إن فريق المحرق رقم صعب في النهائيات، مؤكدا أن وجود المحرق كمنافس للمنامة في نهائي كأس خليفة بن سلمان يجعلنا نترقب مباراة حماسية مثيرة نتوقع فيها كل شيء، وأضاف: لا ننسى أن فريق المحرق هو بطل النسخة الأولى ويطمح إلى المحافظة على الكأس للموسم الثاني على التوالي. وبين مازن إسماعيل أن فريق المنامة متكامل الصفوف ويمتلك عديدا من الأوراق الرابحة على مقاعد البدلاء، في حين أن فريق المحرق قدم مستويات تصاعدية في مبارياته الأخيرة ويتوقع أن يستمر بنفس الأداء في النهائي. وأكد أن فريق المحرق عادل الكفة بعد استعارته محمد بوعلاي من نادي النجمة وجواد عبدالله من نادي النويدرات، حيث إن الأمور كانت ستتجه إلى صالح فريق المنامة لو لم يتدارك المحرق ظروفه الأخيرة بعد انتقال محمد حسن وغياب أحمد حسن وهما العنصران المؤثران في التشكيلة المحرقاوية. وبيّن مازن إسماعيل أن الفريقين ليس لديهم مشاكل على المستوى الهجومي ويستطيعان التسجيل في مختلف الظروف، لكن المشكلة تكمن في الدفاع، وأكد أن الفريق الذي سيكون دفاعه أقوى وأكثر تركيزا سيحقق اللقب بكل تأكيد، وتابع: من المستحيل أن تكون المباراة من جانب واحد ويتفوق فيها فريق على الآخر منذ البداية ويسيطر على أجواء اللقاء، وأضاف: الفريقان لا يستسلمان حتى مع اتساع الفارق، وفي كثير من المباريات كانت لهما صولات وجولات، وتوقع مازن إسماعيل ألا تحسم نتيجة اللقاء إلا مع صافرة الحكم، سواء في الوقت الأصلي أو إذا امتدت المباراة إلى شوط إضافي لكسر التعادل.